الاكتئاب العصابي يطلق عليه أحيانا الاستجابة الاكتئابية وتسيطر على مرض الاكتئاب العصابي حالة من الهم والحزن والانصراف عن الاستمتاع بمباهج الدنيا ، والرغبة في التخلص من الحياة ، مع هبوط النشاط ونقص الحماس للعمل والإنتاج ، وفتور الشهية للطعام والجنس ويصاحب كل ذلك أرق واضطراب في نوم المريض .مرض الاكتئاب العصابي
والاكتئاب العصابي يصيب الفرد ، بعد فقده لشخص أو شيء عزيز ، أو تعرضه لموقف يستدعي الحزن . إلا أن الحزن الناتج لا يزول أو تخف حدته بمرور الوقت ، كما يحدث للأشخاص الأسوياء . لكن يظل في شدته مع مرور الزمن ، بل قد يتزايد . والاكتئاب العصابي لا تصاحبه هذاءات أو هلاوس .
فالاكتئاب حالة من الحزن الشديد المستمر ، تنتج عن الظروف المحزنة الأليمة ، وتعبر عن شيء مفقود ، وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه.
أسباب الاكتئاب 1 – التوتر الإنفعالي والظروف المحزنة والخبرات الأليمة والكوارث القاسية ( مثل موت عزيز أو طلاق أو سجن بريء أو هزيمة … إلخ ) .
2 – الحرمان ، وفقد الحب والمساندة العاطفية ، وفقد حبيب أو فراقه ، أو فقد وظيفة أو فقد ثروة أو فقد المكانة الاجتماعية ، أو فقد الكرامة ، أو فقد الشرف أو فقد الصحة أو فقد وظيفة حيوية والفقر الشديد .
3 – الصراعات اللاشعورية .
4 – الاحباط والفشل وخيبة الأمل والكبت والقلق .
5 – ضعف الأنا الأعلى واتهام الذات والشعور بالذنب الذي لا يغتفر بالنسبة لسلوك سابق والرغبة في عقاب الذات .
6 – الوحدة والعنوسة وسن اليأس ، وتدهور الكفاية الجنسية والشيخوخة والتقاعد .
7 – الخبرات الصادمة والتفسير الخاطئ غير الواقعي للخبرات .
8 – التربية الخاطئة كالتفرقة في المعاملة والتسلط والإهمال.
أعراض الاكتئاب الأعراض الجسمية * انقباض الصدر والشعور بالضيق والوجه المقنع .
* فقدان الشهية ورفض الطعام .
* الصداع والتعب لأقل جهد وخمود الهمة والألم خاصة آلام الظهر
* ضعف النشاط العام والتأخر النفسي الحركي ، والضعف الحركي والبطء وتأخر زمن الرجع .
* الرقابة الحركية واللازمات الحركية .
* نقص الشهوة الجنسية والضعف الجنسي عند الرجال ، والبرود الجنسي واضطراب العادة الشهرية عند النساء .
* توهم المرض والانشغال على الصحة .
الأعراض النفسية * البؤس واليأس والأسى وهبوط الروح المعنوية والحزن الشديد الذي لا يتناسب مع سببه .
* انحراف المزاج وتقلبه والانكفاء النرجسي على الذات .
* عدم ضبط النفس وضعف الثقة في النفس والشعور بالنقص وعدم الكفاية ، والشعور بعدم القيمة والتفاهة .
* القلق والتوتر والأرق .
* فتور الانفعال والانطواء والانسحاب والوحدة والانعزال والصمت والسكون والشرود حتى الذهول .
* التشاؤم المفرط وخيبة الأمل والنظرة السوداء للحياة واجترار الأفكار السوداء والاعتقاد بأن لا أمل في الشفاء والانخراط في البكاء أحيانا ، والتبرم بأوضاع الحياة ، وعدم القدرة على الاستمتاع بمباهجها .
* اللامبالاة بالبيئة ، ونقص الميول والاهتمامات ونقص الدافعية وإهمال النظافة والمظهر الشخصي والإهمال العام وعدم الاهتمام بالأمور العادية في المنزل وفي العمل وفي وقت الفراغ .
* بطء التفكير والاستجابة وصعوبة التركيز والتردد وبطء وقلة الكلام وانخفاض الصوت .
* الشعور بالذنب واتهام الذات وتصيد أخطاء الذات وتضخيمها
* أفكار الانتحار أحيانا .
علاج الاكتئاب
العلاج النفسي
وخاصة العلاج التدعيمي وعلاج الأسباب الأصلية ، والعوامل التي رسبت الاكتئاب ، والفهم وحل الصراعات وإزالة عوامل الضغط والشدة وتخليص المريض من الشعور بالذنب والغضب المكبوت ، والبحث عن الشيء المفقود بالنسبة للمريض ، وإبراز إيجابيات الشخصية والمساندة العاطفية والتشجيع وإعادة الثقة في النفس والوقوف بجانب المريض وتنمية بصيرته وإشاعة روح التفاؤل والأمل .
العلاج البيئي للاكتئاب لتخفيف الضغوط والتوترات وتناول الظروف الاجتماعية والاقتصادية بتغييرها أو التوافق معها .
الرقابة في حالة محاولات الانتحار
وعلى العموم يجب عمل حساب احتمال الإقدام على الانتحار في أي مريض بالاكتئاب حتى ولو لم يبد ذلك دون مجاهرته بذلك حتى لا نلفت نظره إلى التفكير في الانتحار ، ويزيد من احتمال الانتحار انتحار شخص مهم في حياة المريض كأحد الوالدين مثلا ، ويلاحظ أنه رغم أن عدد أكبر من النساء يهددن بالانتحار ، إلا أن عددا أكبر من الرجال هم الذين ينتحرون بالفعل .
العلاج الطبي للأعراض المصاحبة مثل الأرق ( منومات ) ، وفقد الشهية ونقص الوزن والإجهاد … إلخ ، والعقاقير المضادة للاكتئاب ، والمسكنات لتخفيف حدة القلق ومنبهات الجهاز العصبي والمنشطات والمنبهات لزيادة الدافع النفسي الحركي والصدمات الكهربائية وخاصة حالات الاكتئاب الحاد المتسبب عن العوامل الداخلية أكثر من الاكتئاب التفاعلي . وكذلك يستخدم علاج التنبيه الكهربائي في حالة الاكتئاب البسيط والتفاعلي .