تاريخ المغرب القديم وحضارته

أية علاقة بين مستجدات البحث العلمي ومحتوى المقررات الدراسية؟
إعداد: المحفوظ أسمهر
(باحث في التاريخ القديم- المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية)
ملاحظات عامة
* يشكل التاريخ القديم يشكل أزيد من % 90 من تاريخ الشعوب، وبالتالي فهو مرحلة أساسية من مسيرتها الحضارية وتكون هويتها.
* كان من المفروض أن يتلقى التلميذ في مختلف مراحله الدراسية معلومات عن المحطات المشرقة من تاريخ بلاده، مما ينمي لديه الاعتزاز بالانتماء لوطنه لكن مقرراتنا الدراسية تعاملت مع هذا التاريخ بالشكل التالي:
أ- ركزت على المؤثرات الخارجية وأهملت دور العنصر المحلي،
ب- أهملت الجوانب المهمة من هذا التاريخ...
ج- ركزت على إبراز نفس الجوانب في حضارات الشرق القديم.
* ومجمل القول أن ما تلقنه المقررات الدراسية حول تاريخ المغرب القديم وحضارته لا يعكس صورة ما توصل إليه البحثالأكاديمي ( التاريخي و الأركيولوجي ) المهتم بهذه الفترة .

ماقبل التاريخ
أ- عراقة الإنسان المغربي:

* الهياكل العظمية المستخرجة تغطي المرحلة الممتدة من حوالي مليون سنة قبل الحاضر إلى الآن (إنسان سيدي عبد الرحمان، سلا، الرباط،، التمارة، جبل إيغود...)
* المغرب من بلدان العالم القلائل التي يمكن أن نتحدث فيها عن تطور محلي للإنسان منذ الإنسان المنتصب القامة إلى الإنسان العاقل.
* صحراء إفريقيا هي التي بها أقدم البقايا البشرية
ب- الأمازيغ لهم أصل محلي بشهادة المؤرخين القدامى:
لماذا يطرحون سؤال الأصل بالنسبة لبلاد الأمازيغ ولا يطرحونه في مناطق أخرى؟ إن أقدم النصوص التاريخية تتحدث على أن المغرب من بين بلدان العالم التي تطور فيه الإنسان وأن هذا الإنسان له أصل محلي مستقل عن الشعوب الأخرى منها:
1- نص لهيرودوت ( القرن 5 ق.م) إذ يقول:
" يعيش بليبيا[أي بلاد الأمازيغ] أربعة أجناس إثنان منهما أصليان وآخران مهاجران، فأما الأصليان فهم الليبيون[ أي الأمازيغ البيض البشرة] و الأثيوبيون[ أي الأمازيغ ذوو الملامح الزنجية]، وأما المهاجران فهما الفينيقيون و الإغريق."

هيرودوت، التواريخ، الكتاب الرابع، الفقرة 197
197Hérodote, Histoires, IV,
2- نص للجغرافي سطرابون( القرن الأول للميلاد) يقول فيه:
"لقد سمى الإغريق سكان المنطقة الغربية من ليبيا بالموروزيين (Maurusii) و سماهم الرومان بالموريين. إنهم من أصل ليبي ويكونون أمة قوية وغنية في نظر الإبيريين، الذين لا يفصلهم عنهم إلا مضيق أعمدة هرقل المشهور."

المصدر: سطرابون، كتاب الجغرافيا، الكتاب السابع عشر، الجزء الثالث، الفقرة الثانية.
Strabon,la Géographie, XVII, 3,2
ج- نظرية الأصل الشرقي للأمازيغ:
1- النصوص القديمة :
* هناك نصوص قديمة ذو طبيعة أسطورية ،كما نجد عند المؤرخ اللاتيني سالوست (مؤلف كتاب حرب يوكرتن) الذي قال:
” السكان الأوائل لإفريقيا هم الجيتول والليبيون ،ولما توفي هرقل بإسبانيا تفرقت جيوشه ،فعبر الميديون والفرس و الأرمن مضيق أعمدة هرقل ونزلوا بإفريقيا. إختلط الفرس بالجيتوليين فسموا بالنوميديين،أما الميديون والأرمن فانضموا إلى الليبيين ،وحرف هؤلاء إسم الميديين فأصبح الموريين“

عن سالوست، حرب يوكرتن، الفقر 79( بتصرف)
ج- نصوص العصر الوسيط:
هناك روايات كثيرة تتحدث عن الأصل الشرقي للأمازيغ ، فندها علامة بلاد المغارب ، عبد الرحمان ابن خلدون، حيث بين مبررات ظهور تلك الروايات. يقول::" واعلم أن هذه المذاهب كلها بعيدة من الصواب، فأما القول بأنهم من ولد إبراهيم فبعيد ... وأما القول بأنهم من ولد جالوت أو العماليق، وأنهم نقلوا من ديار الشام وانتقلوا فقول ساقط، يكاد يكون من أحاديث خرافية ...“ إلى أن قال:. والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح كما تقدم في أنساب الخليقة، وأن اسم أبيهم مازيغ ...“
ونورد هنا ملاحظات على هذا النص:
+ قوله إنهم من ولد كنعان بن حام ابن نوح مرتبط بالفكر السائد آنذاك، والذي يربط أصل كل الشعوب بنوح بعد حادث الطوفان، لذالك أشار إلى أنساب الخليقة. وهذا الرأي ما زال يفتقد إلى الدليل العلمي وهو منقول من نصوص دينية سماوية ...
+ قوله إن اسم أبيهم مازيغ ، يدل على عراقة قدم هذه التسمية، رغم أن المصادر القديمة استعملت الإسم الذي أعطاه لهم غيرهم (أي الليبيين)، ولم تحتفظ إلا بنعوت قريبة من هذا الإسم ( مازيس مثلا)
و الخلاصة أن نظرية الأصل الشرقي للأمازيغ قد يكون وراءها مبرران أساسيان:
الأول: الهجرات السكانية من المشرق إلى بلاد الأمازيغ منذ العصر القديم ( الفينيقيون، اليهود ، البيزنطيون، العرب)
الثاني :كون الشرق (مصدر هذه الهجرات) موطن الديانات السماوية، ارتبط به أيضا أصل الشعوب.
د - بعض مميزات حضارات ماقبل وما قبيل التاريخ :
+ بقايا حضارات العصور الحجرية بالمغرب، تبين تطورا مستمرا للصناعات الحجرية ،مثل باقي مناطق المجال الأمازيغي، إلى جانب صناعة العظام ثم صناعة الفخار، (أقدم أوان فخارية عثر عليها بالصحراء)
+ الدراسات الأركيولوجية المهتمة بهذا الموضوع تركزت على الواجهتين الأطلسية والمتوسطية.
+ هناك تأثيرات حضارية إفريقية، عبر شمال المغرب، على الضفة الجنوبية من أوروبا خلال العصور الحجرية المتأخرة.
+ ازدهار للفن الصخري، مما يعكس ازدهارا حضاريا.
+ بعد اكتشاف الفخار، اكتشف سكان المغرب القديم صناعة المعادن ( الدليل اللغوي وجود أسماء أمازيغية للمعادن: أناس، أوزال، بووازار،نقرط، أورغ) ( الأدلة المادية: بقايا المعادن وصور الأسلحة بالنقوش الصخرية)
+ اكتشفت طرق دفن فريدة من نوعها ( الوضع الجنيني، قبور دائرية)
+ ”المدرسة الاستعمارية“ حاولت ربط الكثير من هذه المظاهر الحضارية بالتأثير الأجنبي، لكن دراسات اخرى بينت افتقارها لأدلة علمية مقنعة .
ه- اللغة الأمازيغية لغة ممتدة إلى هذا التاريخ حسب اللسانيات التاريخية:
+ اللغة الأمازيغية يبدو أنها استقلت عن شجرة اللـغات الأفرو-أسيوية قبل حوالي 5000 سنة ...
+ تضم شجرة الأفرو-أسيوية 5 أسر لغوية ( الأمازيغية ، المصرية القديمة،، الكوشية، التشادية،السامية) ،تنتشر بإفريقيا والشرق الأوسط.
+ 4/5من هذه الشجرة توجد على أرض إفريقيا، مما يجعل العربية لغة إفريقية حسب أستاذ الليسانسات، الأمين أبو منقة ، مدير معهد الدراسات الإفريقية و الأسيوية بجامعة الخرطوم ( عكس ما يدافع عنه المؤرخ الليبي الرسمي علي فهمي خاشم) ، لأن من المنطقي أن الواحد هو الذي سيتفرع عن الخمس وليس العكس ( التفسير التاريخي المحتمل: الصحراء مصدر للهجرات )

فجر التاريخ بالمغرب
+ المقررات الدراسية مازالت تردد أن المغرب دخل التاريخ على يد الفينيقيين ( إذا كان المقياس ذكر الأمازيغ في الكتابات القديمة، فالمصريون كانوا سباقين إلى ذالك)
+ ماهو دليل دخول شعب ما إلى الفترة التاريخية ؟ هل هو الكتابة؟
+ هناك من ربط أصل الكتابة الأمازيغية بالفينيقية، ولا دليل مقنع عن ذالك.
+ الكتابات الأمازيغية المعروفة حاليا ، كلها منقوشة على الصخر ( أقدمها مع النقوش الصخرية، وأحدثها نصب تذكارية وجنائزية ) وأقدم هذه النصب أرخ لها بما بين القرن 12ق.م والقرن 6 ق.م
+ أشهر كتابة أمازيغية قديمة بالمغرب ” نقيشة عزيب نكيس“ بالأطلس الكبير، وفي الجزائر الإهداء المقدم لمسينسا في 138ق,م
+ ومن الأدلة على الأصل المحلي للكتابة الأمازيغية:
1- وجود كتابات أمازيغية على الصخور واللوحات الحجرية في كل ربوع بلاد تامزغا ( الصحراء، الجبال ، السهول ، الجزر،المدن القديمة)
2- وجودها في مناطق لم يصلها التأثير الفينيقي ( الصحراء)
3- تميز شكل حروف الكتابة الأمازيغية وطريقة كتاباتها عن الفينيقية التي يقال انها اشتقت منها، فلو تطورت منها لابد أن تحتفظ ببعض خصوصياتها.
4- اللغة الأمازيغية تتوفر على كلمات أصيلة لها علاقة بالكتابة وتعلمها ( فعل ” أرا“ ومشتقاته . تكوري ، أكماي)
5- نصوص تاريخية:
* الأول يرجع ،على مايبدو،إلى القرن 6م ،وهو لكاتب يدعى FULGENCE، أشار فيه إلى أن اللغة الليبية تتكون من 23 حرفا.
* نص لحسن الوزان ذكر فيه أن للبربر كتابة قبل ألف عام...
+ مميزات الكتابة الأمازيغية القديمة وتطوراتها:
* كان الأمازيغ في البداية يكتبون من الأسفل إلى الأعلى ،ومن اليسار في اتجاه اليمين.
* لوحظت اختلافات طفيفة على شكل بعض الحروف بين وسط وشرق وجنوب بلاد الأمازيغ والسبب في ذلك شساعة المجال)
* الأمازيغية تأثرت فيما بعد بشكل كتابة اللاتينية والبونية ، أي الشكل الأفقي، بدل العمودي.
شكل الكثير من حروفها عرف بعض التطور مع مرور الزمن ( الاختصاصيون يتحدثون عن الليبية القديمة ، ثم تفناغ القديمة ،وأخيرا تفناغ الحديثة التي حافظ عليها الطوارق)
لماذا لم يترك الأمازيغ ثراتا مكتوبا إلا على الحجر؟
* هناك من يرى أن ميل الإنسان الأمازيغي إلى التعبير الشفاهي أكثر منه إلى المكتوب جعل ”ثقافة الكتابة“ لديه قليلة.
*الكتابة الأمازيغية لقيت منافسة من طرف الفينيقية ثم البونية فاللاتينية ،خصوصا في المدن،لذالك حافظت على دورها الديني(1000 نصب جنائزي تقريبا)
*” النخبة الأمازيغية“ فضلت الكتابة باللغات المشهورة آنذاك ( الإغريقية والبونية واللاتينية)
*ربما هناك كتابات أمازيغية ضاعت في خزانات قرطاج وبعض الخزانات الأخرى،بدليل أن ماكتبه الأمازيغ حتى باللغات الأخرى ضاع الكثير منه.
* ربما لم تتوفر للأمازيغ بعض الظروف التي ستساعد كتابتهم على التدوين الواسع في العصر القديم:
- رسالة دينية،فلما اعتنقوا الديانات السماوية مارسوها ونشورها بلغاتها الأصلية ( العبرية و اللاتينية و العربية).
- استعمار مناطق أخرى ( الرومان...)،بل كانوا دائما منشغلين بالدفاع عن مجالهم الخصب والإستراتيجي .
حجم الحضور الفينيقي و الروماني بالمغرب:
+ هذا الحجم ركزت عليه المقررات الدراسية الحالية لهدف أيديولوجي لكن لا بد من تسجيل:
* أن الوجود الفينيقي ثم القرطاجي بالمغرب ينحصر في بقايا السلع و ليس الاستقرار. ومن الخطأ أن نربط به بداية التاريخ
* أن ما قالته بعض النصوص القديمة عن الوجود الفينيقي و القرطاجي ، لم يؤكده علم الآثار( مدينة ليكسوس،رحلة حانون). هناك من يتحدث عن نشر هؤلاء للأكاذيب حول المغرب القديم ، قصد إبعاد المنافسة التجارية للإغريق بالخصوص، وهناك نصوص تؤيد ذالك منها هذا النص:
" كل ما دونه المؤرخون حول الساحل الليبي الخارجي بعد أعمدة هرقل،منذ أول وصف قدمته رحلة أوفلاس(Ophélas)، ليس إلا نسيجا من الحكايات و الأكاذيب"

Strabon,la Géographie, XVII, 3
إذن هل يمكن الحديث عن عصر فينيقي وقرطاجي بالمغرب أم عن مرحلة للتعامل التجاري معهما؟
المرحلة الموريطانية
+ سماها الدارسون بذالك نسبة إلى إسم موريطانيا الذي عرف به المغرب القديم قبل الاستعمار الروماني.ويقصد بها الفترة السابقة عن 40م ( سنة إلحاق روما لمملكة المغرب القديم بباقي مستعمراتها).
+ مرحلة أريد لها أن تكون غامضة، ولا أثر لها في المقررات الدراسية.
+ عرفت تطورا في العمران و الاقتصاد ( سك العملة)وغيرهما.
+ هناك من يرى أن الأساطير التاريخية التي تتحدث عن حضارة متقدمة على الساحل الأطلسي المغربي هي صدى لهذه الحضارة.
+ الأركيولوجيون أهملوها في البداية لأسباب إيديولوجية،الآن بدأنا نعرف بعض خباياها( وليلي ،بناصا،تمودا...)
يسكن الأطلسيون الساحل الأطلسي، بلادهم جد خصبة ،ويختلفون عن جيرانهم بطيبوبتهم و كرمهم. يعتقد هؤلاء أن بلادهم هي مهد الآلهة ،ويشاطرهم هذا الرأي هوميروس ،أشهر شعراء الإغريق،حين تحدث على لسان الإلهة جينون قائلا:" سأذهب لزيارة المحيط حدود العالم،حيث الإله أوسيانوس oceanus ،أب الآلهة و تتيسTéthyse أمها[...] وقد برع أول ملوكهم،أي الملك الإله أورانوس في مراقبة النجوم و استقراءه للغيب عن طريقها، كما علم الأمم les nationsحساب السنة تبعا لحركة الشمس، وحساب الشهور تبعا لحركة القمر، وقسم السنة إلى فصول“
ديودور الصقلي، الخزانة التاريخية، الكتاب الثالث، الفقرة 55
l bibliothèque historique, III, 55 Diodore de Sicile,
اهم مراحل مملكة المغرب القديم
* هناك نصوص ذو طبيعة أسطورية تؤكد على عراقة قدمها
* أقدم نص تاريخي مؤكد حول نظامها الملكي يعود إلى القرن 4 ق.م ( حاكم قرطاج ،يسمى حانون، طلب الدعم العسكري من ملك الموريين لمواجهة ثورة داخل قرطاج)
* في 206ق.م ،ملك المغرب القديم باكا ، يساعد الأمير مسينيسا ب 4000 فارس لمحاربة خصومه في الحكم.
* في نهاية القرن الأول قبل الميلاد ، الملك بوكوس الأول يتحالف مع الرومان ضد يوكرتن،وحصل بعد هزم صهره على أراضي مابين ملوية إلى نواحي وادي الشلف بالجزائر الحالية.
+ بعد بوكوس الأول آلت المملكة إلى ورثته ، شرقها لماستنسوس ،عاصمتها إيول (شرشل)، وغربها لبوكود. ويفصل نهر ملوية بينهما. وبعد وفاة الأول ورثه ابنه بوكوس الثاني.
+ بوكود وبوكوس الثاني تحالفا مع الأطراف الرومانية المتصارعة حول الحكم، وبعد انهزام حلف الأول، عمل بوكوس الثاني على ضم الشطر الشرقي للمملكة.
+ بعد 46ق.م ،إثر القضاء على يوبا الأول بمساعدة من الملك بوكوس الثاني، امتدت مملكة المغرب إلى الأمبساكا ( الواد الكبير بالجزائر).
+ بعد وفاة بوكوس الثاني33ق.م ،ربما لم يكن له وريث حسب البعض، آل تسير المملكة إلى الوصاية الرومانية التي فطنت إلى عدم ملائمة الظروف لإلحاقها المباشر ،لذلك سلمتها ليوبا الثاني 25ق.م،ليحكمها حتى وفاته 25م ،وبعده ابنه بطليموس ،الذي قتله كاليكولا غدرا وألحق مملكة المغرب القديم بالمستعمرات الرومانية سنة 40م.
+ " كان يوبا،أب بطليموس، أول من حكم الموريطانيين( القيصرية و الطنجية)،وهو الذي اشتهر بأعماله الأدبية أكثر منه كملك."
Strabon,la Géographie, XVII, 3,2
" بيعت طاولتا[ من العرعر و العاج] الملك يوبا [الثاني] بمليون ومائتي ألف سسترس(Sesterces)، وبيعت أخرى بثمن أقل"
+ عن بلينيوس الشيخ ، التاريخ الطبيعي ، الكتاب الثامن،
+ 40 م قسم الرومان المملكة إلى ولايتين : موريطانيا الطنجية،عاصمتها تنكي، وموريطانيا القيصرية عاصمتها قيصرية( إيول ثم قيصرية فشرشل حاليا)،ويفصل بينهما وادي ملوية ، وعين حاكم على كل واحدة منهما.
+ اندلاع شرارة المقاومة ،وظهور العديد من الزعامات القبلية لقيادتها.
+ 285 م جلاء الرومان إلى أقصى الشمال بفعل شدة المقاومة.
+ المغرب آخر ما استعمره الرومان وأول ما انسحبوا منه.
أما زيغ المغرب القديم و العالم المتوسطي
1-اقتصاديا:
- مصدر العديد من المنتوجات الأساسية:
* المعادن( الذهب) و الأرجوان( أجود أرجوان هو الذي يستخرج جنوب المغرب القديم،لذلك الماك يوبا الثاني اهتم بتصنيعه)
*المنتوجات الحيوانية( الجلود، الحيوانات)
* المنتوجات الفلاحية( القمح ، الخمور...)
* المنتوجات الحرفية( السمك المملح،الخزف)
- يستقبل منتوجات الحوض المتوسطي القديم:
*منتوجات فينيقية ،إغريقية ،مصرية،رومانية، نوميدية
2-سياسيا
* تتبع الأحداث الكبرى للمنطقة، في نهاية القرن 4ق.م الوفد الذي توجه من قرطاج لتهنئة الإسكندر الأكبر ببابل على انتصاراته،ضم ممثلين عن الموريين ،حسب مايفهم من إشارة لديودور الصقلي.
* قبل حرب يوكرتن، نهج نوع من“سياسة الاحتراز“ ( رفض مستشاري الملك بوكوس الأول لفكرة الطواف بالسواحل الأطلسية، عدم تدخل باكا في الصراع بين مسينيسا وخصومه)
* منذ حرب يوكرتن، اتخاذ موقف من الصراعات الدائرة في المنطقة،بسبب سياسة روما .
3- ثقافيا واجتماعيا ودينيا
* علاقات مصاهرة مع الشعوب المتوسطية( الفينيقيين الإغريق،المصرين...)
* المصادر أشارت إلى مشاركات الليبيين في ألألعاب الأولمبية ببلاد الإغريق وألعاب السرك الروماني،مما يحتمل أن يكون ضمنهم مشاركين من المغرب القديم.
* هناك دلائل أثرية على وصول معتقدات متوسطية إلى المغرب القديم،دون أن ننسى اعتناق السكان للديانات السماوية(اليهودية والمسيحية)
* يستشف من الكتابات الإغريقية واللاتينية التي عثر عليها بمواقع مغربية ،احتمال معرفة البعض لها، دون أن ننسى أن يوبا الثاني ألف بها كتبه.
خلاصة
+ إن المعلومات التي تلقنها المقررات الدراسية للتلميذ المغربي ليس بها مايبين أن أجداده الأمازيغ ساهموا في بناء حضارة الحوض المتوسطي القديم ، مركز العالم القديم،بل تبين فقط أمجاد الفينيقيين والمصريين والإغريق و الرومان القرطاجيين وغيرهم،بل وعلى العكس من ذالك تبين الأمازيغ القدامى فاعلين ثانويين ومستهلكين لما أنتجه الآخر.إنها النظرة الاستعمارية لتاريخنا القديم ،التي لابد من تجاوزها في مقرراتنا الدراسية.